موضوع المسار المالي
المسار المالي هي الخارطة الذهنية المخزنة لديك عن المال
وبعبارة أخرى هي مخزون العقل الغير واعي لديك
والقناعات المتعلقة بكل ما يخص المال
فهذه القناعات هي تتحكم بجميع تصرفاتك والتي بالتالي
تؤثر مباشرة على وضعك المالي
لأن جميع قرارات الإنسان هي مبنية على قناعاته
والقناعات هي مخزون ما تعلمته منذ ولادتك وترسخ
في عقلك الغير واعي ويدخل في ذلك كل ما شاهدته
أو سمعته من القصص أو الأمور التي حدثت معك
والمخاوف وكل شيء مر في حياتك عن الجانب المالي
هو يترسخ ويتكون في مسارك المالي
لذلك إذا كان مسارك المالي الداخلي فيه أخطاء فهنا يجب
عليك أن تقوم بتصحيح تلك الأخطاء والقناعات لتصحيح
هذا المسار المالي
المسار المالي للإنسان دقيق للغاية وهو مثل معيار الحرارة
لا يتغير إلا إذا غيرت قناعاتك وأهدافك المالية
وكمثال أوضح أقول أنه كمثبت السيارة فعندما أنت تحدد
السرعة المطلوبة وتثبت سرعة السيارة عليها فسوف
تلتزم سيارتك بهذه السرعة بكل دقة مهما كان في الطريق
من ارتفاع ونزول وغير ذلك فسيارتك سوف تعيد وزنية
السرعة لما حددته أنت تماماً
وكذلك هو مسارك المالي تماماً
مسارك المالي يتكون من جميع ممتلكاتك الحالية و أرصدتك
المالية
فإذا أردت تغيير وضعك المالي الحالي فلا بد أن تقوم بتغيير
برمجة مسارك المالي أولاً
مسارك المالي يعمل باستمرار حتى يجعلك تثبت في نفس
المستوى المالي والمعيشي
حتى عند حصولك على أموال زيادة عن مرتبك أو دخلك
فستجد أنك تصرف بزيادة حتى تعود إلى وضعك المالي
السابق
وستجد أيضاً أنه إذا نزل مستوى دخلك عن مسارك المالي
فسوف تعمل المستحيل حتى يعود مسارك المالي لما كان
عليه بدقة عجيبة وغريبة
ومن الأمثلة أولئك الذين يفوزون بمسابقات يا نصيب
ويحصلون على أموال كثيرة وأحياناً ملايين فتجدهم بعد
زمن يصرفونها كلها ويعودون لمسارهم المالي السابق
ومن الأمثلة الموظفين الذين يحصلون على علاوات في
مرتباتهم أو مكافئات فتجدهم سرعان ما يصرفون تلك
المبالغ الزائدة ويعودون لنفس مسارهم المالي
وكذلك في المقابل التجار ورجال الأعمال الذين يتعرضون
لخسائر مالية وانكسارات تجدهم بعد فترة يعودون لنفس
مستواهم المالي الممتاز قبل تعرضهم للخسارة
وهذا بفضل الله وتوفيقه ثم لأن مسارهم المالي موزون
على هذا المستوى فيعودون إليه بوقت وجيز لأنه سوف
يتخذ نفس القرارات ونفس الأفعال التي تعود على فعلها
في وقت النجاح المالي
مسارك المالي يعمل في جميع الأوقات وفي جميع الحالات
سواء وعيت لذلك أو لم تعي له لأنه قانون كوني يعمل بشكل
مستمر وهو انعكاس لمخزونك الداخلي وهو متمثل في جميع
ممتلكاتك وأرصدتك ودخلك الحالي
إذا كانت لديك الآن معاناة مادية فهذا من ضمن مسارك المالي
وإن كنت مرتاح مالياً فهذا أيضاً من ضمن مسارك المالي
فتأكد بأن كل ما أنت عليه الآن فهي بعد تقدير الله نتائج
لقراراتك وأعمالك فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل
لكل نتائج مسببات
وتذكر الآية الكريمة :
(( { وهزِّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا ( ٢٥ )
} [سورة مريم]
ويتكون المسار المالي لدى الإنسان عن طريق كل ما سمعه
وشاهده وعايشه في حياته منذ طفولته وكذلك بالقدوة وتقليد
الأهل والوالدين
وهذا من أسباب أنك تجد في الغالب أبناء العوائل الغنية
أغنياء وأبناء العوائل الفقيرة فقراء بسبب أخذ كل منهم
لقناعات أهاليهم وتكوّن مسارهم المالي بناءً على ذلك
ومن أقرب الأمثلة للمسار المالي وتأثر الإنسان بمحيطه
هو لهجات الشعوب وعاداتهم فكل إنسان يتأثر بالمحيط
الذي نشأ وعاش فيه
ومن عوامل تكوين المسار المالي لدى الإنسان هي التجارب
التي مرت عليه ومارسها في الحياة سواء كانت إيجابية
أو سلبية جميعها تنعكس على برمجة المسار المالي
وهنا سوف يرد سؤال
هل أستطيع تغيير مساري المالي للأفضل ؟
والجواب نعم بكل تأكيد
وأعود بكم إلى مثال مثبت سرعة السيارة
فعندما يكون الطريق لا يسمح لك بزيادة السرعة ،
أو الحي الذي أنت فيه ، أو المنطقة
فعندما تريد تثبيت السرعة على رقم أعلى فيتوجب عليك
الخروج من الحي الصغير والانتقال من الطريق الصغير
إلى الطريق السريع
وهناك تكون الأمور مهيأة تماماً لك لزيادة السرعة المطلوبة
كذلك أخي وأختي هو مساركم المالي
فإذا كان المجتمع أو البلد أو الأصدقاء أو المعارف
أو القناعات والأفكار إذا كانت هذه الأمور وغيرها
ليست مُهيَّأة لك للانتقال إلى وضع مالي أفضل بكثير
فعليك تغييرها بالتدريج والطريق الصواب
فتعرف على أناس تستفيد منهم وتتأثر بهم في تطوير نفسك
وإن كان المجتمع لا يساعد فغيره وإن كانت لديك قناعات
وأفكار مغلوطة حول المال نشأت معك منذ الصغر
فقم بعمل برمجة مدروسة تقوم على نسف القناعات
والأفكار الخاطئة واستبدالها بالقناعات والأفكار الصحيحة ..
وهكذا تتم تهيئة جو الانطلاق السليم إلى عالم الحرية المالية
والثراء المالي بتصحيح المسار المالي .